روسيا سنتعرف على أكبر دول العالم من حيث المساحة وهي روسيا الاتحادية السوفييتية، وتقع في المنطقة الواصلة بين قارتي آسيا وأوروبا، وعاصمتها موسكو، التي حظيت بمركز متقدم في الصناعات الدولية، والتي لها الشأن الكبير في تنشيط الاقتصاد العالمي، لما تملكه من موارد طبيعية هائلة، مثل المعادن الصناعية، والمعادن النفيسة، والثروات النفطية، بالإضافة للحقول الضخمة من الغاز الطيبيعي، والعديد من المواد الاقتصادية الأخرى، كما أنها تتميز بتنوع طبيعتها على مساحات جغرافية شاسعة، وثقافات شعبها المتنوعة، كما أنها من أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، وهي مختلفة التضاريس حيث الجبال الشّاهقة، والأنهار المتنوعة والسهول والهضاب والغابات، وتمتاز بوجود العديد من الأقاليم على مستوى العالم، وعُرفت بازدهارها بالسياحة الداخلية والخارجية، والآثار الحضارية العريقة، فضلًا عن الصناعات الثقيلة والخفيفة والتي هي محور حديثنا في هذا المقال[١]. الصناعة في روسيا تشتهر روسيا بكونها أحد أهم البلدان العالمية وأكبرها من ناحية المكانة الصناعية، وفيما يأتي أشهر الصناعات الروسية وأهمها: صناعة الطائرات: تعد صناعة الطيران من أكثر الصناعات الروسية تطورًا، كما أنها من أهم الإمكانيات التكنولوجية للصناعة في روسيا، فهي من أهم الروافد الاقتصادية للبلاد، إذ يعمل في هذا القطاع ما يقارب 355,300 عامل، وقد شهد القطاع نموًّا مميزًا منذ بداية عام 2000 فما بعد، كما تقدمت مجموعة من الطائرات المدنية والعسكرية المتطورة جدًّا، والتي لاقت رواجًا عالميًّا كبيرًا نظرًا لتطورها الكبير[٢]. الصناعة العسكرية: الصناعات العسكرية في روسيا من أهم الصناعات الرافدة للاقتصاد الوطني للبلاد، إذ إنها تضم 1300 شركة صناعية، توظف ما يقارب المليوني موظف، وأشهر شركات التصنيع العسكري موجودة في روسيا والتي تنتج الكثير من المعدات العسكرية المتطورة، مثل المروحيات المتطورة والمدرعات وعربات الجند، بالإضافة لبنادق الكلاشنكوف والعربات المدرعة والنظارات الليلية والعديد من المعدات العسكرية الأخرى[٣]. صناعة السيارات: اهتمت روسيا بصناعة السيارات، فقد كانت تعمل في بادئ الأمر على تجميع قطع السيارات، حتى تطورت إلى أن أصبحت تصنع السيارات بكامل معداتها، وتعددت الماركات العالمية للسيارات، وأصبحت تُنافس الدول الأخرى من العالم في هذه الصناعة، وأصبحت من أشهر مصدّري السيارات، كما اشتهرت بصناعة الشاحنات الكبيرة، وتوجد في روسيا تسع عشرة شركة صناعة سيارات ضخمة والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية قرابة ثلاثة ملايين سيارة سنويًّا، وقد بلغت مبيعات القطاع في عام 2018 ميلاديًّا 1.8 مليون سيارة، وهذا ما يشير إلى أن صناعة السيارات في روسيا من أهم الروافد الاقتصادية للدولة[٤]. صناعة الآليات والمعدات التقنية: روسيا من الدول الرائدة في صناعة الآلات الضخمة والكوابل والمعدات الكهربائية والإنتاج الكهربائي، بالإضافة لصناعة الإلكترونيات، وصناعة الأجهزة الكهربائيّة، والعديد من الصناعات التقنية، كما أنشأت روسيا العديد من الشّركات للبحث والإنتاج في تلك المجالات، والتي بلغت صادراتها من هذا المجال في النصف الأول من عام 2017 نحو 7.7 مليار دولار، ولهذا فهي إحدى الركائز الأساسية في الاقتصاد الوطني، والجدير بالذكر أن روسيا تزود الأسواق العالمية بالمعدات ذات الجودة العالية، ومن أهمها معدات الطاقة النووية، والمحركات العملاقة والنفاثة، وأجهزة الملاحة، فضلًا عن الكثير من المعدات التكنولوجية والتقنية الأخرى[٥]. صناعات المعادن: روسيا من أكبر دول العالم في صناعة المعادن، واستخراج المواد الخام كالحديد والمنغنيز والبلاتين والذّهب والرّصاص والفضة والنحاس والنيكل وغيرها من المعادن، فضلًا عن المشتقات النفطية والنفط الخام والغاز الطبيعي، وغيرها من الثروات المعدنية التي تتوافر في البلاد الروسية، ويشار إلى أن عائدات التعدين والنفط في روسيا قد بلغت نحو 173 مليار دولار وهو ما نسبته 13% من إجمالي الناتج المحلي[٦]. الصناعات الغذائية: يعد قطاع الصناعات الغذائية في روسيا من أهم القطاعات الصناعية، فهي تمثل ما نسبته 11.5% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، كما أنها تضم 43 ألف مؤسسة صناعة تنتج ما يقارب 30 صناعةً غذائيةً مختلفة، وتلاقي هذه الصناعة رواجًا كبيرًا على المستوى المحلي والعالمي وذلك لما تتميز به من ميّزات وجودة تصنيع كبيرة[٧]. صناعات كيميائية: اشتهرت روسيا بالصّناعات الكيميائية مثل الأملاح المعدنية وفحم الكوك، وما يعرف بغاز الصهر، بالإضافة لصناعة الأسمدة من الفوسفات والبوتاس، كما أنشئت المصانع الضخمة التي تنتج الكثير من الصناعات الكيميائية الهامة[١]. صناعة النسيج: اهتمّت روسيا بصناعة المنسوجات والملابس والأحذية ذات الجودة العالية، وذلك بالرغم من بعض الصراعات والعقبات التي واجهتها، وبسبب الظروف المناخية القاسية التي تشهدها البلاد الروسية فإن الصناعات القطنية لها مكانة كبيرة في السوق الصناعي الروسي فضلًا عن التصدير لمختلف دول العالم[٨]. المدن الصناعية في روسيا توجد في روسيا العديد من المنشآت والمدن الصناعية التي تحتوي على الكثير من المصانع المختلفة وفيما يأتي بعض المناطق الصناعية في روسيا[٩][١٠][١١]: مدينة بيرم: من أكبر المدن مدينة بيرم الروسية الصناعية، الواقعة في الجزء الشرقي من البلاد بالقرب من جبال الأورال، واشتهرت بالعديد من الصناعات الثقيلة مثل الصناعات الهندسية الميكانيكية، والطاقة الكهربائية، وتكرير النفط والغاز الطبيعي، والبتروكيماويات، والصناعات الغذائية، والكيماويات، ومعالجة الأخشاب، بالإضافة لكون المدينة من المدن الصناعية الأولى ولكنها من المدن التاريخية والأثرية في روسيا، إذ تحتوي أراضيها العديد من المعالم الأثرية والتاريخية بالإضافة للعديد من المتاحف والمسارح وغيرها. مدينة نوريلسك: تعد المدينة من المدن التي ساهمت كثيرًا في التوسع الصناعي الروسي، إذ إنها تأسست في عام 1935 لتصبح من المناطق التي تشتهر بالتعدين، وذلك لوفرة العديد من المعادن فيها مثل النيكل، والبلاديوم، والنحاس، والبلاتين، ولهذا فهي من المدن الاقتصادية الهامة على المستوى الوطني الروسي. مدينة موسكو: وهي العاصمة الرسمية للبلاد والركيزة الاقتصادية والصناعية الأولى في البلاد، إذ إنها تحتوي على منطقة صناعية ضخمة تحتوي على قرابة الخمسين مليون شخص، كما أن المدن الصناعية في موسكو هي المنتج الحيوي للتصنيع الروسي فترة الحكم الشيوعي للبلاد. مدينة سانت بطرسبرج: تُعد ثاني أكبر المدن الروسية بعد العاصمة موسكو، وتقع المدينة على ضفاف بحر البلطيق في الجزء الغربي من البلاد الروسية، وهي ذات مكانة اقتصادية كبيرة في البلاد؛ وذلك لما تحتويه من منشآت صناعية ضخمة، إذ إنها تشتهر بصناعة السفن، وتكرير النفط الخام، والغاز الطبيعي، والعديد من الصناعات الأخرى، كما أنها من المدن السياحية والثقافية البارزة عالميًّا.