هل يُعدّ الفشار الأبيض وجبةً صحيةً؟ الفشار هو نوع خاص من الذرة والذي يٌفرقِع عند تعرضه للحرارة، إذ يوجد في مركز كل نواة كمية صغيرة من الماء، والتي تتمدّد عند تسخينها، وتتسبب فيما بعد بانفجار النواة، ويُعدّ الفشار أحد أكثر الأطعمة الخفيفة صحةً في العالم؛ فهو مُحمّل بالعناصر الغذائية المهمة، ويُوفّر مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، ومع ذلك، يُحضر الفشار أحيانًا بكميات كبيرة من الدهون، أو السكر والملح؛ مما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام؛ لهذا السبب، من الضروري جدًا تحضير الفشار بالطريقة الصحيحة، إذ يمكن أن يكون صحيًا أو غير صحيًا اعتمادًا على كيفية تحضيره، وسيتطرق هذا المقال إلى توضيح فوائد الفشار، وآثاره الجانبية المحتملة[١]. ما هي فوائد الفشار الأبيض؟ قد يوفر الفشار الأبيض فوائد صحية عديدة، بما في ذلك[١]: يحتوي على نسبة عالية من مضاد الأكسدة البوليفينول: البوليفينول من مضادات الأكسدة التي تساعد في حماية الخلايا من تلف الجذور الحرة (مركبات غير مستقرة، قد تتراكم في الخلايا وتُدمّر الحمض النووي، والدهون، والبروتينات في هذه الخلايا[٢])، ويرتبط البوليفينول بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تحسين صحة الجهاز الهضمي، وتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وتحسين الدورة الدموية، وأظهرت الدراسات أنّ البوليفينول قد يُقلّل من خطر الإصابة بالسرطان، منها مثلًا سرطان الثدي، ولكنّ الأمر ما زال بحاجةٍ للمزيد من الدراسات لإثباته[٣]. غني بالألياف: إنّ الفشار غني بالألياف، وقد أظهرت إحدى الدراسات عام 2013 أنّ الألياف الغذائية قد تُقلّل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني[٤]، وقد تساعد الألياف أيضًا في إنقاص الوزن، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، إذ يُوفّر 100 غرام من الفشار 15 غرامًا من الألياف، والتي تقطع شوطًا طويلًا نحو تلبية الحاجة اليومية من الألياف. تعزيز خسارة الوزن: إنّ الفشار غني بالألياف كما ذكرنا سابقًا، ومنخفض نسبيًا في السعرات الحرارية، وله كثافة طاقة منخفضة؛ مما يجعله غذاءًا مناسبًا لفقدان الوزن، إذ يُوفّر الفشار 31 سعرة حراريّة تقريبًا لكل كوب، وهذا المقدار أقلّ بكثير من العديد من الأطعمة الخفيفة الشائعة، وفي دراسة أجريت عام 2012 على 35 شخصًا (18 امرأة و 17 رجلًا) بأوزان طبيعيّة، وغير مدخّنين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 عامًا، قسّموا إلى مجموعات مختلفة لتقارن الدراسة بين الشعور بالامتلاء بعد تناول الفشار ورقائق البطاطا، وقد أظهرت النتائج أنّ 15 سعرة حرارية من الفشار كانت مشبعة مثل 150 سعرة حرارية من رقائق البطاطا[٥]، لكن رغم أنّ الفشار أكثر إشباعًا من العديد من الأطعمة الخفيفة الأخرى، إلا أنه قد يُسبّب السمنة عند استهلاكه بكثرة. القيمة الغذائية للفشار الأبيض يُوفّر 100 غرام من الفشار المطهو بالهواء ما يلي[١]: السعرات الحرارية 387 سعرًا حراريًا. الكربوهيدرات 78 غرام. البروتين 13 غرام. الدهون 5 غرام. المنغنيز 56% من المدخول اليومي الموصى به. المغنيسيوم 36% من المدخول اليومي الموصى به. الفسفور 36% من المدخول اليومي الموصى به. الزنك 21% من المدخول اليومي الموصى به النحاس 13% من المدخول اليومي الموصى به. الحديد 18% من المدخول اليومي الموصى به. فيتامين ب3 12% من المدخول اليومي الموصى به. فيتامين ب6 8% من المخول اليومي الموصى به. الآثار الجانبية المحتملة لتناول الفشار الأبيض قد يكون لتناول الفشار الأبيض بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك[٦][١]: الألياف غير القابلة للذوبان، إذ نظرًا لأنّ الفشار يحتوي على الأجزاء الثلاثة من الحبوب، وهي النخالة، والبذرة، والسويداء، فهو مصدر غني بالألياف غير القابلة للذوبان التي تأتي من النخالة الخارجية للنواة، والتي لا يمكن هضمها، وهذا جزء من الفشار يصعب مضغه أيضًا، وقد يعلق في الأسنان، وتدخل الألياف غير القابلة للذوبان عبر جهاز الهضم؛ مما يؤدي إلى تسريع عملية الهضم، وأحد الآثار المفيدة لهذه الألياف هو أنها تحافظ على انتظام جهاز الهضم، وتجعل البراز طريًا وضخمًا؛ مما يسهل مروره، ومن ناحيةٍ أخرى، إذا كان الفرد لا يستهلك الألياف عادةً؛ فإن تناول الكثير من الفشار في جلسة واحدة قد يكون له تأثير معاكس، إذ بدلًا من تسهيل حركة الأمعاء، قد يؤدي إلى انسداد الأمعاء؛ مما يتسبب في حدوث نوبة مؤقتة من الإمساك. طبخ الفشار بالزيت أو الزبدة، فالفشار العادي المطهو بالهواء منخفض السعرات الحرارية بطريقة طبيعية، مما قد يفيد في إنقاص الوزن، لكنّ طبخ الفشار بالزيت أو الزبدة يضيف إليه الكثير من الدهون والسعرات الحرارية غير الضرورية، إذ وٌجِد أنّ صنع الفشار باستخدام ملعقة صغيرة من الزبدة العادية أو الزيت النباتي يضيف تقريبًا 5 غرامات إضافية من الدهون، و 45 سعرة حرارية. معظم أكياس فشار الميكروويف مُبطّنة بمادة كيميائية تُسمّى حمض بيرفلورو الأوكتانويك (PFOA)، والتي ترتبط بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ومشاكل الغدة الدرقية، وانخفاض الوزن عند الولادة، كما قد يحتوي فشار الميكروويف على ثنائي الأسيتيل (diacetyl)، وهي مادة كيميائية موجودة في نكهة الزبدة الصناعية، ورغم عدم تحديد المخاطر التي يتعرّض لها عامة الناس بوضوح، إلا أنّ الدراسات التي أجريت على الحيوانات أظهرت أنّ استنشاق ثنائي الأسيتيل يمكن أن يضرّ بالممرات الهوائية، ويسبب أمراض الرئة[٧]، وتصنع العديد من العلامات التجارية فشار الميكروويف باستخدام الزيوت المهدرجة أو المهدرجة جزئيًا، والتي تحتوي على دهون متحوّلة ضارة، وقد رُبِطت الدهون المتحوّلة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الأمراض الخطيرة[٨]. من حياتكِ لكِ تختلف الخصائص الصحية للفشار بناءً على نوعه، لذلك نُبيّن لكِ فيما يأتي الأنواع المختلفة حتى تختاري أكثرها صحةً[٩]: الفشار المطبوخ بالهواء: يُعدّ الفشار المطبوخ بالهواء، وغير المُملّح، وغير المُحلّى أكثر أنواع الفشار صحةً، إذ يحتوي على 0.21 غرام من السكر، و 1.09 غرام من الدهون. الفشار المنزلي المطبوخ بالزيت: تُوفّر الحصة الواحدة من الفشار المنزلي المُحضّر بالزيت غير المُملّح، وغير المُحلّى 0.13 غرام من السكر، و 6.74 غرام من الدهون. فشار الفول السوداني المُغطّى بالكراميل: تحتوي الحصة الواحدة من هذا النوع على 10.89 غرام من السكر، و 1.87 غرام من الدهون. لكن قد تختلف الدهون والسكر في فشار الكراميل كثيرًا اعتمادًا على العلامة التجارية، كما يختلف فشار الميكروويف حسب النوع والعلامة التجارية أيضًا، ويمكنكِ التحقق من ملصق المنتج للحصول على المعلومات الغذائية التي تحتاجين إليها لاتخاذ خيار صحي.