منذ قديم الزمان استخدم الإنسان المنكهات في طعامه، وأبرزها الملح، الذي يمنح الطعام مذاقه الواضح، ويعزز نكهات الخضراوات واللحوم، سواء كانت نيئة أو مطبوخة.
كما اختلفت البهارات من بلاد إلى أخرى، ومن مطبخ إلى آخر، حيث تعتبر بلاد الشرق والبلاد العربية المصدر الرئيسي للبهارات.
كما تتميز هذه البلاد باستخدام البهارات بكثافة في مطبخها، لكن هل جميع البهارات آمنة؟ وهل هناك أضرار خطيرة للبهارات والتوابل؟ هذا ما سنتعرف عليه.
حيث يستخدم العطارون في معظم الدول العربية والآسيوية خلطات مختلفة من بهارات الطعام، للوقاية من الأمراض أو علاجها، كما أن الموروث الشعبي يشيد ببعض أنواع الأعشاب، والأبصال، ذات الفوائد الكثيرة، نذكر أبرزها:
إنما يرتبط أيضاً بتأثير هذه البهارات على الصحة، حيث يعاني البعض مثلاً من حساسية مفرطة تجاه الفلفل، سواء الفلفل الحب، أم الفليفلة الحمراء.
وقد تكون هذه الحساسية عامةً، أو ناتجة عن مرض ما، فما هي الأضرار المحتملة للبهارات؟
إضافة إلى إكليل الجبل (روز ماري) وأوراق الغار، كما يمكن استخدام أغلبها بعد تجفيفها، إضافة إلى استخدام الأوراق مطحونة بعد التجفيف.
مثل النعنع اليابس والأريغانو، كذلك تؤخذ بعض البهارات من الزهور، كالعصفر، كذلك الزعفران، وحبة البركة.
كما يتم تقديم بعض الصلصات التي يتم تحضيرها مسبقاً، مثل الكتشب، وصلصة الباربكيو، وصلصة الصويا.
أبرز هذه الروايات؛ أنَّ الصيادين كانوا يلفُّون اللحوم بأوراق الشجر، فلاحظوا النكهة التي تركتها الأوراق على الطعام، فبدأوا باستخدام الأوراق، والبذور، واللحاء، للتخلص من الروائح أو النكهات غير المرغوبة في الطعام.
كما يعتقد أن الاستخدامات الطبية للأعشاب والجذور والبذور، لعبت دوراً أساسياً في استخدام البهارات كمنكهات للطعام.
وقد ذكر في النص التوراتي أنَّ "ملكة سبأ، لما زارت النبي سليمان عليه السلام في القدس، اصطحبت معها هدايا من الذهب والبهار والأحجار الكريمة".
ما يبين قيمة البهارات التجارية، كما جاء ذكر التوابل والبهارات في وثائق البردي المصرية، التي تعود لأكثر من 1500 سنة قبل الميلاد.
حيث ورد ذكر البهارات للعلاج، وإضافة النكهة، منها الكزبرة والعرعر والكمون، إضافة إلى الثوم والبصل، الذي استخدمه بناة الأهرامات لتعزيز صحة العمال، كما ذكرت التوابل في المخطوطات الصينية القديمة، كالزنجبيل والقرفة والقرنفل.
كذلك دوَّنت النقوش المسمارية في بلاد الرافدين العديد من التوابل والبهارات، مثل الهيل، والكركم، والزعفران، وحبة البركة.
في حين تعتبر الهند المصدر التاريخي للتوابل والبهارات إلى جانب الصين، حيث كانت الإمبراطوريات المتعاقبة تستورد التوابل من هناك.
ومنها الإمبراطورية الإغريقية (الهيلينية) والإمبراطورية الرومانية، كما ازدهرت تجارة البهارات في عهد الدولة الإسلامية، فضلاً عن ابتكار أساليب استخراج الخلاصات والزيوت من الأعشاب والزهور على يد العلماء العرب في ذلك العصر.
كما كان لطريق الحرير دور مهم في تجارة التوابل، حيث يمتد من أقصى شرق آسيا إلى مدينة تدمر السورية، ثم يتفرع منها إلى أوروبا وأفريقيا.
ختاماً... عموماً لا يمكن الاستغناء عن البهارات والتوابل في أغلب المطابخ حول العالم، كما تتميز المطابخ الآسيوية والعربية بالبهارات اللاذعة والطعم القوي.
لكن الإكثار من البهارات يعتبر خطيراً على الصحة، كما أن لكل شخص حساسية تجاه بعض المكونات، يجب أن يراعيها دائماً في طعامه.